مر لبنان بالعديد من التغيرات منذ الحصول على الاستقلال في العام ١٩٤٣، فقد انتقل من “سويسرا الشرق” إلى “اليونان الثانية” مروراً بحرب أهلية دامت ١٥ سنة. تعيش هذه الدولة الصغيرة إنهيار إقتصادي دخل مرحلة حساسة مع بدء الحراك الشعبي.
اعتمدت الدولة اللبنانية بشكل كبير خلال السنوات الثلاثين الماضية على قطاعي المصارف والعقارات. هذان القطاعان يشكلان العمود الفقري للإقتصاد المحلي.
يتمتع لبنان بإحدى أكثر القطاعات المصرفية تطوراً وتنظيماً في منطقة الشرق الأوسط
- Export.gov
هذه العبارة لم تعد صحيحة مع بداية الثورة على النظام السياسي الفاسد. أثر ذلك سلباً على القطاع المصرفي الهش أصلاً وكشف كل الثغرات ما أدى إلى أزمة إقتصادية واجتماعية واسعة النطاق.
الإقتصاد اللبناني الحالي
بحسب موقع ترايدينغ ايكونوميكس (Trading Economics)، يشكل الدين العام ١٥١% من الناتج المحلي الإجمالي ومن المتوقع أن يصل إلى ١٦٠% مع نهاية العام ٢٠٢٠. بطبيعة الحال، المصارف الخاصة، ومعها المصرف المركزي، ليست وحدها مسؤولة عن هذا الوضع المتردي لكنها لعبت دوراً أساسياً بهذا الانهيار.
يعاني لبنان من مستويات كبيرة من الفقر وعدم المساواة والفساد وغياب بنية تحتية مستدامة والقائمة تطول. علاوة على ذلك، ما يقارب المليوني لاجئ فلسطيني وسوري يقطنون على الأراضي اللبنانية
بالاضافة إلى عجز تجاري هائل مستمر منذ نهاية الحرب.
يتعرض المواطن اللبناني إلى ضغوط كبيرة أهمها الرقابة المالية الغير رسمية على الودائع المصرفية وإنخفاض قيمة العملة المحلية وتراجع في القدرة الشرائية. كما أغلقت آلاف الشركات فيما تواصل المؤسسات الاخرى تقليص ساعات العمل والأجور.
علقت البلاد في حلقة مفرغة وتزداد الأمور سوءًا يوماً بعد يوم.
يجني أغنى ٠٫١% من السكان، أي حوالي ٣٧٠٠ شخص، أرباح توازي ما يكسبه أفقر ٥٠% من اللبنانيين، مليوني شخص تقريباً
– Carnegie MEC
إنهيار النظام المصرفي
لم يعد مشهد الطوابير الطويلة على أبواب المصارف غريباً إذ ينتظر الزبائن وقتاً طويلاً لسحب فتات من أموالهم الخاصة. هذا الواقع لن يفاجئ الشخص الذي راقب السياسات المالية التي نفذها المصرف المركزي خلال العقدين والنصف المنصرمين.
بعض الاستراتيجيات التي اتبعها الحريصون على الأمن المالي تتضمن:
الهندسة المالية: مخطط يهدف إلى سحب الاموال من المصارف الخاصة – بمعنى آخر، من المودعين العاديين – إلى مصرف لبنان حتى يتسنى له تغطية الدين العام.
فوائد مرتفعة على الودائع: تقديم فائدة عالية جداً تشجع الأفراد على إيداع أموالهم في المصارف بدلاً عن استثمارها في الاقتصاد المحلي.
ربط سعر العملة: تم ربط الليرة اللبنانية بالدولار الأمريكي لفترة طويلة جداً علماً أن هذا الاجراء كان ضرورياً بعض إنتهاء الحرب فقط.
ضرائب منخفضة أو معدومة على الثروات: يدفع المليارديرات الذين يعيشون في لبنان ما يقارب نصف الضريبة التي ينفقها نظرائهم في البلدان الاخرى.
من المعروف أن المصارف في لبنان مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالطبقة السياسية
تواصل المؤسسات المالية الدولية خفض التصنيف الائتماني للبنان بدءًا من وكالة موديز وتليها ستاندرد آند بورز. عبرت هذه الأخيرة عن توقعات سلبية تجاه الوضع المحلي بسبب انخفاض ثقة المستهلك بالقطاع المصرفي بالاضافة إلى الاضطرابات السياسية والاجتماعية.
الاستثمارات العقارية
من المنطقي إعتبار قطاع العقارات الأكثر أماناً في لبنان! الوضع الحالي السلبي أدى إلى خسائر في الاستثمارات العقارية لكنها بقيت ملاذاً آمناً لمن يرغب في الحفاظ على أمواله المحجوزة في المصارف.
لا تزال الناس تسارع على شراء العقارات حتى في هذه الأوقات العصيبة بما أنها إستثمار موثوق ولن تنخفض قيمته مهما حصل.
من المستحيل سرقة أو ترحيل أو فقدان العقارات… إنها الاستثمار الأكثر أمانًا في العالم
فرانكلين روزفلت
تعد الشقق والفيلات الفاخرة الهدف الأساسي لهؤلاء المستثمرين إذ توفر الكثير من المزايا. كما يتم شراء أراضي خالية – كل الاحتمالات أكثر أماناً من المحافظة على أموالك داخل المصارف!
تقدم العديد من المشاريع العقارية، وعلى رأسها أوهانا هيلز (Ohana Hills) في منطقة الدامور – جنوب لبنان، تسهيلات مذهلة تساعد المستثمرين على تأمين طلباتهم. تعطي هذه الشركات بصيص أمل لقطاع العقارات في ما لا يمكن وصفه إلا بأزمة مدوية.
في الوقت الحالي، تم تعيين رئيس وزراء جديد والامة بأكملها تنتظر تشكيل الحكومة العتيدة. ردود فعل الكتل البرلمانية المختلفة والناس في الشوارع ما زالوا غير واضحين ومنقسمين إلى حدٍ ما.
ما من شيء مؤكد في مستقبل لبنان حتى الآن لكن ما زالت الفرص مؤمنة لمن يتطلع إلى حماية ثرواته وفي الوقت نفسه الاستثمار في بلده الأم.
عن أوهانا هيلز
أوهانا هيلز عبارة عن مجمع فيلات خاص في منطقة مديار اللبنانية ويطل على بحر الدامور. يقدم المشروع منظر ممتاز على الشاطئ ويبعد دقائق قليلة عن طريق بيروت السريع والمطار.
يتألف المجمع من ٧٧ فيلا فاخرة بمساحات مختلفة تضم كل منها حديقة خاصة وإمكانية إضافة حمام سباحة.
تتميز هذه القرية الإستوائية عن بقية المشاريع إذ تقدم نمط حياة فريد من نوعه وتقع على قمة التلة المجاورة للنادي الريفي والملاعب الرياضية المحلية. كما يبعد مسافة بسيطة عن العديد من المنتجعات البحرية والفنادق الفاخرة.
Topics: Oha